رد من شخص ثالث على الكتاب المفتوح الموجه الى الرئيس بري

اعتبر أحد الزملاء المحامين أن كتابي المفتوح الى الرئيس بري يعنيه ، مع أن لا إسم له فيه ، فأرسل اليّ هذا الكتاب الذي حَذفت منه الأسماء والذي إرتأيت مشاركتكم بالاطلاع عليه دون تعليق وهذا نصه :

‘‘ أما وقد أبلغتنا الكتاب المرسل الى دولة الرئيس نبيه بري وقد فاجأنا ما تضمنه من مغالطات وتشويه للحقيقة وإدعاءات لا أساس لها من الصحة ، وهذا أمر سيكون محل توضيح لشخص دولته ولكافة المراجع الرسمية الذين يعمل موكلكم دوماً على إدخالهم في قضايا قانونية يفترض أن يكون مكان بتها وحلها في قصور العدل وليس في قصور السياسيين .

وحيث أن هذا الأسلوب قد شهدناه … وكانت التدخلات في العمل الإداري والقضائي والقرارات الخاطئة في بعض الملفات التي وبحمد الله جرى فسخها من مراجع قضائية وفقاً للأصول القانونية وسيكون مصير الدعاوى تبعاً لهذا الحال ان شاء الله . ان الحق سيحمى وستحفظ … ليس بأسلوب الضغوط المتبع من ناحيتكم والذي تنسبوه لنا إفتراءاً بل بحسب النصوص وعدالة القضاة الذين نتبادل واياهم الاحترام والصدق والمهنية لا الخدع والتجني والاتهام ، فهذا هو أسلوبنا ان كنتم تجهلون وما يفوتني في معرض هذا الكلام إلا أن استذكر كلام الامام علي بن إبن أبي طالب عليه السلام ‘‘ فعل الانسان أصدق شاهد على أصله ’’ .

وحيث أنه استطيع الجزم أن دولة الرئيس نبيه بري وعبر الكتاب المفتوح ألمرسل اليه ستكون المرة الأولى التي يسمع بها بقضية … فهو الذي يحمل هم الوطن ويعمل على بناء دولة المؤسسات وعلى فرض احترام مبدأ فصل السلطات ويجهد في محاربة الفساد والمفسدين وفي نهضة اللبنانيين نحو الأفضل عبر اثقال فكرهم وعملهم بالمبادىء الايمانية والنظامية التي تجعل حقوق وحرية كل فرد مصوغة ليس فقط بالنصوص وانما بالنفوس أيضاً أي بفعل إرادة واقتناع الفرد الآخر .

لذا لا أحسب دولته يتدخل بأي ملف قضائي لا بطلب من الغير ولا حتى مني وأنا الذي أنتمي الى فكره ونهجه وحركته بكل فخر واعتزاز وألتزم بمبادئه وأتقيد بتوجيهاته وتعليماته .

وحيث أنه وبعد خمسة عشر عاماً من مزاولة المهنة ، دون أي إنقطاع أو توقف أو منع من المزاولة بقرار شطب من النقابة ، ما أحسبني أستخدم أي اسلوب بعيد عن النزاهة رغم كل الدعم الذي أتمتع به من جانب أخوتي في الحركة السياسية التي أنتمي اليها ، والذي ينحصر مساره في البعد الفكري الذي يهدف الى تغيير واقع سياسي وليس وقائع دعوى قضائية ، وكذلك من جانب أخوتي الأشقاء وأخوتي في الحياة ، ولا أظن ان كثراً ينالون ذات الدعم ، فالبعض قد يسعون للغير لمواجهة أخوتهم لكن هؤلاء لا يعلمون أن فرقة الأخوان محرقة الجنان .

أما في أمر اختيار موكلكم لمحام آخر فهو أمر ليس بالجديد ان كنتم اطلعتم على مسار الدعاوى منذ بداياتها ، ولا أعلم ان كان أمر التغيير أو الإضافة من باب صرف النفوذ لتقوية موقف قانوني وهذا أسلوب موكلكم بحسب ما تدلون به ، أم من باب إيجاد تصريفة أو منقذ لواقع قانوني يرزح موكلكم بظله بحسب ما يشكو منه .

إن هذا الكتاب المفتوح في بعضه مطلب حق لكن يراد به باطل ، وفي موقع الحق تراني دائماً لأنني عرفته ويعز عليّ أن أراه مهدوراً . واذ ننضم للدعوة الى معاقبة المسيئين للعدالة وأثمنها وأنادي بها واشد على تحقيقها ، نعلمكم أن الإساءة الى دولته وما يمثله هي بمثابة الذنب الكبير ومن يتجرأ فليحتمل عواقب الأمور ، وهنا أشكر حرصكم هذا لكن يبقى السؤال عن ماهية العقاب لمن فسد عقله .

أما النصيحة لكم ‘‘ اعرفوا الحق والحق يحرركم ’’ .

وأما اللقاء معكم ففي نقابة المحامين حيث المرجع الاساسي لكل محامٍ يشكو من إفتراء زميله ’’.

إنتهى الرد.

بكل مودة.

المحامي محمد مغربي