عندما يتولى المحامي دعوى فإنه يمثل أحد أطراف النزاع . ويتوقع أن يكون خصوم موكله ممثلين بمحام أو محامين مثله ، وان يحتكم الجميع الى القانون ، ليصدر الحكم وفقا للقانون أو بموجب أفضل تطبيق للقانون.
لكن من الخصوم من يكون ممثلا بوكلاء ظاهرين أو خفيين يشعّون بالنفوذ ويمارسون عن طريق نفوذهم منافسة غير مشروعة وغير شريفة ، الأمر الذي قد يؤدي الى عدم تطبيق القانون أو تطبيقه تطبيقاً سيئاً لمصلحة مثل هؤلاء الخصوم ، ومما ينزل الضرر غير المحق وغير الشريف بقدرة المحامي المهنية وفقا لمعايير العدالة الصحيحة والواجبة.
ومن المعلوم أن في طليعة المنافسين الخفيين السياسيين النافذين الذين يتصلون ، مباشرة أو بواسطة أعوانهم، بالقضاة أو يعلم القضاة أن من الخصوم من ينتمي اليهم ويتمتع بدعمهم سواء مباشرة أو بصورة غير مباشرة . وهولاء لا يقارعون المحامين بحجة القانون بل بقوة النفوذ ، ألأمر الذي يؤلف منافسة غير شريفة بل ودنيئة.
أما المنافسون الظاهرون الذين يشعّون بالنفوذ ويمارسون منافسة غير مشروعة فينتمون الى فئات كثيرة منها :
بعض المحامين النواب الذين يتمتعون بحصانة مزدوجة ، حصانة المحامي وحصانة النائب ، ويمكنهم تلقائياً ممارسة النفوذ الملتصق بعضوية مجلس النواب . وكلهم وزراء محتملون أو سابقون .
نفر من كبار القضاة السابقين الذين يرتبطون بزملائهم القضاة العاملين على مدى سنوات طويلة عندما كانوا يشغلون المناصب القضائية العليا ، ومنهم من يمارس المحاماة باسمه الشخصي ومنهم من يمارسها باسم أحد أبنائه المحامين .
بعض المحامين من أبناء القضاة وأزواجهم وأقربائهم الذي إرتبطوا بسائر القضاة على مدى سنوات عديدة بعلاقات عائلية أو اجتماعية وثيقة .
فئة من المحامين المعروفين بعلاقة الولاء المتبادل التي تربطهم بالسياسيين النافذين . فإذا حضر واحد منهم في الدعوى فكأن السياسي الذي ينتمي إليه هو الحاضر !
فما هو رأيكم في مسألة كيف يمكن أو يجب أن يواجه المحامون مثل هذه المنافسة غير المشروعة والتي قد تكون أيضا غير شريفة بل ودنيئة ؟
مع مودتي .
المحامي محمد مغربي